٢٦{يُرِيدُ اللّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} أي أن يبيّن، (اللام) بمعنى أن، والعرب تعاقب بين لام كي وبين أن فتضع إحداهما مكان الأُخرى كقوله : {وَأُمِرْتُ عْدِلَ بَيْنَكُمُ} وقوله : {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ثم قال في موضع آخر : {وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ، وقال : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِ ُوا نُورَ اللّه} ، ثم قال في موضع آخر : {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِ ُوا نُورَ اللّه} . وقال الشاعر : أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل يريد أن أنسى، ومعنى الآية : يريد اللّه أن يبيّن شرائع دينكم ومصالح أمركم. الحسن : يعلمكم ما تأتون وما تذرون. عطاء : يبيّن لكم ما يقربكم منه. الكلبي : ليبيّن لكم أن الصبر من نكاح الإماء خير لكم. {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ} شرايع {الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} في تحريم الأمهات والبنات والأخوات، كما ذكر في الآيتين. هكذا حرّمها على من كان قبلكم من الأمم {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} يتجاوز عنكم ما أصبتم قبل أن يبيّن لكم، قاله الكلبي. وقال محمد بن جرير : يعني يرجع بكم من معصيته التي كنتم عليها قبل هذا إلى طاعته التي أمركم بها في هذه الآية {وَاللّه عَلِيمٌ} بما يصلح عباده من أمر دينهم ودنياهم {حَكِيمٌ} في تدبيره فيهم |
﴿ ٢٦ ﴾