٥٤

{أَمْ يَحْسُدُونَ} يعني اليهود {النَّاسُ} : قال قتادة : يعني العرب حسدوهم على النبّوة وبما أكرمهم اللّه تعالى به محمد (صلى اللّه عليه وسلم)

عن محمد بن كعب القرظي قال : سمعت علياً (عليه السلام) على المنبر في قوله {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَ اهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ} قال : هو رسول اللّه وأبو بكر وعمر (عليهم السلام).

وقال آخرون : المراد بالناس هنا يعني رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) ،

حسدوه على ما أحل اللّه له من النساء؛ وذلك ما روى علي بن علي عن أبي حمزة الثمالي في قوله {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَ اهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ} يعني بالناس في هذه الآية نبيّ اللّه،

قالت اليهود : انظروا إلى هذا النبي،

واللّه ما يشبع من طعام،

لا واللّه ماله همّ إلاّ النساء،

لو كان نبي لشغله أمر النبوة عن النساء،

فحسدوه على كثرة نسائه وعيّروه بذلك فقالوا : لو كان نبيّاً ما رغب في كثرة النساء،

فأكذبهم اللّه تعالى فقال : {فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ،

يعني بالحكمة النبوّة.

{وآتيانهم ملكاً عظيما} فأخبرهم بما كان لداود وسليمان من النساء،

فوبّخهم لذلك،

فأقرت اليهود لنبي اللّه (عليه السلام) أنّه اجتمع عند سليمان ألف امرأة،

ثلثمائة مهرية وسبعمائة سرية،

وعند داود مائة امرأة. فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) ألف امرأة عند رجل،

ومائة امرأة عند رجل أكثر أو تسع نسوة؟

وكان يومئذ تسع نسوة عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فسكتوا.

﴿ ٥٤