١٢١

{أُولَاكَ مَأْوَ اهُمْ جَهَنَّمُ} يعني مصيرهم جهنم {وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} أي منعاً قال عوف : بلغني من المؤمن بكيده من الشيطان بأكثر من مضر لو أبدلهم اللّه له لمات،

وإن قيل خبرونا عن قول إبليس {تَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} كيف علم ذلك؟

يقال : قد قيل في هذا أجوبة،

منها : إن قالوا إنّ اللّه تبارك وتعالى كان خاطبه بقوله {مْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} فعلم إبليس انه ينال من ذرية آدم ما يتمناه.

ومنها : ان قالوا إنه لما وسوس لآدم نال منه ما نال،

طمع في ولده ولم ينل من آدم جميع ما يتمناه من الغواية فكذلك طمع في بعض ولده وأيس من جميعهم.

ومنها ان قالوا ان ابليس قد عاين الجنة والنار وعلم ان اللّه خلقهما لأن يسكنهما من الناس والشياطين،

فعلى هذا التأويل قال {تَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} وإن قيل : لخبرونا عن إضلال الشيطان هل إليه نجح فعله وانفاذ أمره أم لا؟

يقال له : معنى إضلاله الدعاء إلى الضلالة والتزين له ولو كانت الضلالة إليه لأضل الخلق جميعاً ولذلك مَنّ به أباهم

﴿ ١٢١