٣

{الذين يُقيمون الصلاة وممّا رزقناهم يُنفقون أُولئك هم المؤمنون حقّا} أي حقّوا حقاً يعني يقيناً صدقاً. وقال ابن عباس : يقول برأوا من الكفر. وقال مقاتل : حقّاً لا شك في إيمانهم كشك المنافقين.

وقال قتادة : استحقّوا الإيمان بحق فأحقّه اللّه لهم. وقال ابن عباس : مَنْ لم يكن منافقاً فهو مؤمن حقّاً.

أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الرازي،

قال : أخبرنا عليّ بن محمد بن عمير قال : إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا هشام بن عبيد اللّه قال : حدّثنا عبيد (اللّه هشام) بن حاتم عن عمرو بن (درّ) عن إبراهيم قال : إذا قيل لأحدكم أمؤمن أنت حقّاً،

فليقل : إنّي مؤمن حقّاً فإن كان صادقاً فإنّ اللّه لا يعذّب على الصدق ولكن يثيب عليه.

فإن كان كاذباً فما فيه من الكفر أشد عليه من قوله له : إنّي مؤمن حقّاً. وقال ابن أبي نجيح : سأل رجل الحسن فقال : أمؤمن أنت؟

فقال : الإيمان إيمانان فإنّ كنتَ تسأل عن الإيمان باللّه وملائكته وكُتبه ورُسله واليوم الآخر والجنّة والنار والبعث والحساب فأنا بها مؤمن،

وإن كنت تسألني عن قوله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّه وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} إلى قوله تعالى {عِندَ رَبِّهِمْ} فواللّه ما أدري أمنهم أنا أم لا.

وقال علقمة : كنّا في سفر فلقينا قوماً فقلنا : من القوم؟

فقالوا : نحن المؤمنون حقّاً،

فلم ندرِ ما نجيبهم حتّى لقينا عبد اللّه بن مسعود فأخبرناه بما قالوا فقال : فما رددتم عليهم؟

قلنا : لم نرد عليهم شيئاً.

قال : أفلا قلتم أَمِنْ أهل الجنّة أنتم؟

إن المؤمنين من أهل الجنّة.

﴿ ٣