١١٠

{لايزال بنيانهم الذي بنوا ريبة} شكّاً ونفاقاً {فِى قُلُوبِهِمْ} يحسبون أنهم كانوا ببنائه محسنين كما حبب العجل إلى قوم موسى. قال ابن عباس : شكاً ونفاقاً،

وقال الكلبي : حبّبه وزيّنه لأنّهم زعموا أنهم لا يتبعونه،

وقال السدي وحبيب والمبرد : لأنّ اللّه هدم بنيانهم الذي بنوا حزازة في قلوبهم {إِلا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} تتقطع قلوبهم فيموتوا كقوله تعالى : {لقطعنا منهم الوتين} لأن الحياة تنقطع بانقطاع القلب.

وقرأ الحسن ويعقوب وأبو حاتم : إلى أن تقطع،

خفيفة على الغاية،

يدل عليه تفسير الضحاك وقتادة،

لا يزالون في شك منهم إلى أن يموتوا فيستيقنوا ويتبيّنوا.

واختلف القُراء في قوله {تَقَطَّعَ} . قال أبو جعفر وشيبة وابن عامر وحمزة والمفضل وحفص : تقطع بفتح التاء والطاء مشدداً،

يعني تقطع ثم حذفت إحدى التائين،

وقرأ يحيى بن كثير ومجاهد ونافع وعاصم وأبو عمرو والكسائي {تَقَطَّعَ} بضم التاء وتشديد الطاء على غير تسمية الفاعل وهو اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم،

وقرأ يعقوب {تَقَطَّعَ} بضم التاء خفيفة من القطع.

وروي عن ابن كثير (تقطع) بفتح التاء خفيفة {قُلُوبِهِمْ} نصباً أي تفعل أنت ذلك بهم،

وقرأ ابن مسعود والأعمش ولو قطعت قلوبهم.

{وَاللّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .

﴿ ١١٠