١١٢

ثم وصفهم فقال {التَّائِبُونَ} أي هم التائبون،

وقرأ ابن مسعود التائبين العابدين بالنصب آخرها،

قال المفسرون : تابوا من الشرك وبرأوا من النفاق {الْعَابِدُونَ} المطيعون الذي أخلصوا فيه الشهادة.

وقال الحسن وقتادة : هم قوم اتخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم فعبدوا اللّه على أحايينهم كلها في السراء والضراء {الْحَامِدُونَ} اللّه على كل حال في كل نعمة {السَّاحُونَ} الصائمون.

الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (السائحون الصائمون) ().

وروى شيبان بن عبد الرحمن عن الأشعث قال : سألت سعيد بن جبير عن السائحين فقال : هم الصائمون ألم تر أنّ اللّه عزّ وجلّ إذا ذكر الصائمين لم يذكر السائحين وإذا ذكر السائحين لم يذكر الصائمين.

قال سفيان بن عيينة : أما إنّ الصائم سائح لأنه تارك اللذات كلها من المطعم والمشرب والنكاح.

وقال الشاعر في الصوم :

تراه يصلي ليله ونهاره

يظل كثير الذكر للّه سائحاً

وقال الحسن : السائحون الذين صاموا عن الحلال وأمسكوا عن الحرام وههنا واللّه أقوام رأيناهم يصومون عن الحلال ولا يمسكون عن الحرام فاللّه ساخط عليهم،

وقال عطاء : السائحون الغزاة والمجاهدون،

وعن عمرو بن نافع. قال : سمعت عكرمة وسُئل عن قول اللّه تعالى : {السَّاحُونَ} قال : هم طلبة العلم {الراكِعُونَ السَّاجِدُونَ} يعني المصلين {امِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ} قال بسام بن عبد اللّه : المعروف السنّة والمنكر البدعة.

{وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّه} قال ابن عباس : القائمون على طاعة اللّه،

﴿ ١١٢