٢{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} الآية، قال ابن عباس : لما بعث اللّه محمداً رسولاً أنكرت الكفار وقالوا : اللّه أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل اللّه تعالى : {أَكَانَ لِلنَّاسِ} أهل مكة والألف للتوبيخ {عَجَبًا} {أَنْ أَوْحَيْنَآ} أن في محل الرفع وأوحينا صلة له تقديره أكان للناس عجباً لإيحائنا {إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ} محمد، وفي حرف عبد اللّه : عجيبٌ، بالرفع على اسم كان، وأن في محل نصب على خبره {أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ} أن على محل نصب بقصد الخافض وكذلك الثانية. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} . قال ابن عباس : أجراً حسناً بما قدموا من أعمالهم. قال الضحاك : ثواب صدق. مجاهد : الأعمال الصالحة، علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : سبقت لهم السعادة في الذكر الأول. سلف صدق، زيد بن أسلم : محمد (صلى اللّه عليه وسلم) شفيع لهم. يمان : إيمانهم، عطاء : مقام صدق لا زوال فيه ولا بؤس، نعيم مقيم وخلود وخلود لا موت فيه، الحسن : عمل صالح أسلفوه (فأثابهم) عليه، الأعمش : سابقة صدق. أبو حاتم : منزل صدق نظيره {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ} عبد العزيز بن يحيى : قدم صدق. قوله عزّ وجلّ : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى} . الزجاج : منزلة رفيعة، وقيل : هو بعثهم وتقديم اللّه تعالى هذه الأمة في البعث يوم القيامة، بيانه قوله (صلى اللّه عليه وسلم) نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، وقيل : عِدَة اللّه تعالى لهم، والقدم : القدم كالنقص والقبض وأُضيف القدم إلى الصدق وهو (علة) كما قيل : مسجد الجامع، وحقّ اليقين. قال ابن الأعرابي : القدم المتقدم في الشرف. قال العجاج : زل بنو العوام عن آل الحكم وتركوا الملك لملك ذي قدم أي متقدم. قال أبو عبيدة والكسائي : كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم. يقال : لفلان قدم في الإسلام، وله عندي قدم صدق، وقدم سوء، وهو مؤنث يقال : قدم حسنة وقدم صالحة. قال حسان بن ثابت : لنا القدم العليا إليك وخلفنا لأوّلنا في طاعة اللّه تابع قال ذو الرمّة : لكم قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العاديّ طمت على البحر وقال آخر : قعدت بهم قدم الفجار وذكرت أنسابهم من فضة من مالق أي ما يقدّم لهم من الفجّار. {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ} قال المفسرون : القرآن، وقرأ أهل الكوفة : لساحر يعني محمد ( (صلى اللّه عليه وسلم) ). |
﴿ ٢ ﴾