٥٢فلمّا سمع { ذلك } يوسف، قال : ليعلم ذلك الذي (مضى) من ردّي رسول الملك في شأن النسوة {لِيَعْلَمَ} العزيز. {أَنِّى لَمْ أَخُنْهُ} في زوجته {بِالْغَيْبِ} في حال غيبتي عنه {وَأَنَّ اللّه لا يَهْدِى كَيْدَ الْخَآئنِينَ} واتّصل قول يوسف : { ذلك لِيَعْلَمَ أَنِّى لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} بقول المرأة : {أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ} من غير تبيين، وفرّق بينهما لمعرفة السامعين معناه، كاتّصال قول اللّه تعالى : {وَ كذلك يَفْعَلُونَ} بقول بلقيس : {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً} وكذلك قول فرعون لأصحابه : {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} وهو متّصل بقول الملأ : {يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ} . روى أبو عُبيدة عن الفراء أنّه قال هذا من أغمض ما يأتي في الكلام أنّه حكى عن رجل شيئاً ثمّ يقول في شيء آخر من قول رجل آخر لم يجر له ذكر. وحدّثنا الحسين بن محمد بن الجهمين، عبداللّه بن يوسف بن أحمد بن علي قال : حدّثنا علي بن الحسين بن مجلز، قال الحسن بن علي البغدادي، خلف بن تيم عن عطاء بن مسلم عن الخفاف عن جعفر بن نوفان عن ميمون بن مهران عن عبداللّه بن عمر أنّ علي بن أبي طالب أتى عثمان وهو محصور فأرسل إليه بالسلام وقال إنّي قد جئتُ لأنصرك فأرسل إليه بالسلام وقال : جزاك اللّه خيراً، لا حاجة في قتال القوم، فأخذ عليّ عمامته عن رأسه، فنزعها فألقاها في الدار ثمّ ولّى وهو يقول { ذلك لِيَعْلَمَ أَنِّى لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّه يَهْدِى كَيْدَ الْخَآئنِينَ} . قال أهل التفسير : لما قال يوسف هذه المقالة قال له جبرئيل : ولا حين هممت بها؟ |
﴿ ٥٢ ﴾