٢-٣

وموضع القاسم قوله {مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى} .

وقال جعفر بن محمد الصادق (ح) : طه : طهارة أهل بيت محمد (صلى اللّه عليه وسلم) ثم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وقيل : الطاء شجرة طوبى،

والهاء هاويه. والعرب تعبّر ببعض الشيء عن كلّه فكأنّه أقسم بالجنة والنار.

وقال سعيد بن جبير : الطاء افتتاح اسمه طاهر وطيب،

والهاء افتتاح اسمه هادي. وقيل : الطاء يا طامع الشفاعة للأُمة،

والهاء يا هادي الخلق إلى الملّة.

وقيل : الطاء من الطهارة،

والهاء : من الهداية،

وكأنه تعالى يقول لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم : يا طاهراً من الذنوب،

ويا هادياً إلى علاّم الغيوب،

وقيل : الطاء : طبول الغزاة،

والهاء : هيبتهم في قلوب الكفار،

قال اللّه تعالى {سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} . وقال : وقذف في قلوبهم الرعب،

وقيل : الطاء : طرب أهل الجنة،

والهاء : هوان أهل النار في النار،

وقيل : الطاء تسعة في حساب (الجمل) والهاء خمسة،

أربعة عشر،

ومعناها يا أيّها البدر {مَا أنْزَلْنا عَلَيْككَالقُرْآنَ لِتَشْقى} قال مجاهد : كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وأصحابه يربطون الحبال في صدورهم في الصلاة بالليل ذلك بالفرض،

وأنزل اللّه تعالى هذه الآية.

وقال الكلبي : لمّا نزل على رسول اللّه الوحي بمكّة اجتهد في العبادة واشتدّت عبادته فجعل يصلّي الليل كله،

فكان بعد نزول هذه الآية ينام ويصلّي.

أخبرنا عبد اللّه بن حامد بن محمد الهروي عن بشر بن موسى الحميدي عن سفيان بن زياد بن علاقة قال : سمعت المغيرة بن شعبة يقول : قام رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) حتى تورمت قدماه،

وقيل له : يا رسول اللّه أليس قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟

فقال (صلى اللّه عليه وسلم) أفلا أكون عبداً شكوراً.

وقال مقاتل : قال أبو جهل بن هشام والنصر بن الحرث للنبىّ (صلى اللّه عليه وسلم) إنّك لتسعى بترك ديننا وذلك لما رأوا من طول عبادته وشدّة اجتهاده فإننا نراه أنّه ليس للّه وأنّك مبعوث إلينا،

فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) بل بعثت رحمة للعالمين،

قالوا : بل أنت شقيّ،

فأنزل اللّه تعالى {طه مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكِ القُرْآنَ لِتَشْقى} وأصل لكن أنزلناه عظة لمن يخشى.

قال الحسين بن الفضل : فيه تقديم وتأخير مجازه : ما أنزلنا عليك القرآن إّلا تذكرة لمن يخشى ولئلاّ تشقى،

تنزيلاً بدل من قوله تذكرةً.

وقرأ أبو الشامي : تنزيل بالرفع يعني هذا

﴿ ٢