سورة العنكبوتمكية، وهي أربعة ألف ومائة وخمسة وتسعون حرفاً، وألف وتسعمائة وإحدى وثمانون كلمة، وتسع وستون آية. أخبرنا الخباري قال : أخبرنا ابن حيان، قال : أخبرنا محمد بن علي الفرقدي قال : حدثنا إسماعيل بن عمرو قال : حدثنا يوسف بن عطية قال : حدثنا هارون بن كثير قال : حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب، قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ المؤمنين والمنافقين). بسم اللّه الرحمن الرحيم ١-٢{ألم أحسب} أظن وأصله من الحساب {النَّاسِ} يعني الذين جزعوا من أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) من أذى المشركين {أَن يُتْرَكُوا} بغير اختبار ولا ابتلاء بأن قالوا : {مِن} كلا لنختبرنهم لنتبين الصادق من الكاذب، (إن) الأولى منصوبة ب والثانية خفض بنزع الخافض، أي لأن يقولوا، والعرب لا تقول : تركت فلاناً أن يذهب، إنّما تقول : تركته يذهب، معه جوابان : أحدهما يشتركوا لأن يقولوا، والثاني : على التكرير تقديره : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا} أحسبوا {أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ يُفْتَنُونَ} لا يبتلون ليظهر المخلص من المنافق، وقيل : {يُفْتَنُونَ} يصابون بشدائد الدنيا، يعني : أنّ البلاء لا يدفع عنهم في الدنيا لقولهم : {مِن} . واختلفوا في سبب نزول هذه الآية، فقال ابن جريج وابن عمير : نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يعذّب في اللّه. وقال الشعبي : نزلت هاتان الآيتان في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام، فكتب إليهم أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) من المدينة إنّه لا يقبل منكم إقرار بإسلام حتى تهاجروا، فخرجوا عائدين إلى المدينة، فاتبعهم المشركون فردوهم، فنزلت فيهم هذه الآية، فكتبوا إليهم إنّه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا، فقالوا : نخرج، فإن اتبعنا أحد قاتلناه. فخرجوا، فاتبعهم المشركون، فقاتلوهم، فمنهم من قتل ومنهم من نجا، فأنزل اللّه سبحانه فيهم هاتين الآيتين، وقال مقاتل : نزلت في مهجع بن عبد اللّه مولى عمر بن الخطاب كان أول قتيل يوم بدر رماه عامر بن الحضرمي بسهم فقتله، فقال النبي (صلى اللّه عليه وسلم) (يومئذ سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة)، فجزع عليه أبواه وامرأته، فأنزل اللّه سبحانه فيهم هذه الآية وأخبر أنّه لابد لهم من البلاء والمشقة في ذات اللّه تعالى، وقيل : {وَهُمْ يُفْتَنُونَ} بالأوامر والنواهي. ثم عزّاهم، |
﴿ ٢ ﴾