٣فقال عز من قائل : {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّه الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} واللّه تعالى عالم بهم قبل الإختبار، وعلمه قديم تام، وإنّما معنى ذلك : فليظهرنّ اللّه تعالى ذلك حتّى يوجد معلومة. قال مقاتل : فليرين اللّه، الأخفش : فليميزنّ اللّه. وقال القتيبي : علم اللّه سبحانه نوعان : أحدهما : علم شيء كان يعلم إنّه كان، والثاني : علم شيء يكون، فعلم إنّه يكون وقت كذا ولا يعلمه كائناً واقعاً إلاّ بعد كونه ووقوعه، بيانه قوله سبحانه : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ} أي نعلم المجاهدين منكم مجاهدين ونعلم الصابرين صابرين، فكذلك هاهنا فليعلمنّ اللّه ذاك موجوداً كائناً وهذا سبيل علم اللّه في الإستقبال. |
﴿ ٣ ﴾