٣{كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا} بالأيمان والاستغاثة عند نزول العقوبة وحلول النقمة بهم. {ولات حين مَنَاصٍ} وليس بوقت فرار ولا بر. وقال وهب : {وَّلاتَ} بلغة السريانية إذا أراد السرياني أن يقول وليس يقول : ولات. وقال أئمة أهل اللغة : {ولات حين} مفتوحتان كأنّهما كلمة واحدة، وإنّما هي (لا) زيدت فيها التاء كقولهم : رُبّ ورُبَّت، وثمَّ وثمَّت. قال أبو زيد الطائي : طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء (وقال) آخر : تذكّرت حبّ ليلى لات حيناً وأمسى الشيب فقطع القرينا وقال قوم : إن التاء زيدت في حين كقول أبي وجزة السعديّ : العاطفون حين ما من عاطف والمطعمون زمان ما من مطعم وتقول العرب : تلان بمعنى الآن، ومنه حديث ابن عمر سأله رجل عن عثمان ح فذكر مناقبه ثم قال : اذهب بها تلان إلى أصحابك يريد الآن. وقال الشاعر : تولى قبل يوم بين حمانا وصلينا كما زعمت تلانا فمن قال : إن التاء مع (لا) قالوا : قف عليه لأن بالتاء (...). وروى قتيبة عن الكسائي أنّه كان يقف : ولاه، بالهاء، ومثله روي عن أهل مكة، ومن قال : إن التاء مع حين. قالوا : قف عليه ولا، ثم يبتدىء بحين مناص. وهو اختيار أبي عبيد قال : لأني تعمدّت النظر إليه في الأمام مصحف عثمان بن عفان ح عنه فوجدت التاء متصلة مع حين قد ثبتت : (تحين). وقال الفراء : النوص بالنون التأخر، والبوص بالباء التقدم. وجمعهما امرؤ القيس في بيت فقال : أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص فتقصر عنها خطوة وتبوص فمناص مفعل من ناص مثل مقام. قال ابن عباس : كان كفار مكة إذا قاتلوا فاضطروا في الحرب قال بعضهم لبعض : مناص، أي اهربوا وخذوا حذركم، فلما نزل بهم العذاب ببدر قالوا : مناص، فأنزل اللّه سبحانه {ولات حين مَنَاصٍ} . |
﴿ ٣ ﴾