٤-٥

{وَعَجِبُوا أنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِدا}.

وذلك أن عمر بن الخطاب ح أسلم فشق ذلك على قريش وفرح به المؤمنون،

فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش،

وهم الصناديد والأشراف،

وكانوا خمسة وعشرين رجلاً،

الوليد بن المغيرة وهو أكبرهم سنّاً،

وأبو جميل ابن هشام،

وأُبي وأُميّة ابنا خلف،

وعمر بن وهب بن خلف،

وعتبة وشيبة ابنا ربيعة،

وعبد اللّه بن أُميّة والعاص بن وائل،

والحرث بن قيس،

وعدي بن قيس،

والنضر بن الحرث،

وأبو البحتري بن هشام،

وقرط بن عمرو،

وعامر بن خالد،

ومحرمة بن نوفل،

وزمعة بن الأسود،

ومطعم بن عدي،

والأخنس بن سريق،

وحويطب ابن عبد العزى،

ونبيه ومنبه ابنا الحجاج،

والوليد بن عتبة،

وهشام بن عمر بن ربيعة،

وسهيل بن عمرو،

فقال لهم الوليد بن المغيرة : امشوا إلى أبي طالب. فأتوا أبا طالب فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا،

وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء،

وإنّا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) فدعاه فقال له : يابن أخ هؤلاء قومك يسألونك السواء فلا تمل كل الميل على قومك.

فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (وماذا يسألوني؟)

فقال : يقولون ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وآلهك.

فقال النبي (عليه السلام) : (أتعطونني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟)

فقال أبو جهل : للّه أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها.

فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (قولوا لا إله إلاّ اللّه). فنفروا من ذلك وقاموا وقالوا : {أَجَعَلَ الِهَةَ الها وَاحِدًا} كيف يسع الخلق كلهم إله واحد.

{إِنَّ هذا لَشَىْءٌ عُجَابٌ} أي عجيب.

قال مقاتل : بلغة أزدشنوه.

قال أهل اللغة : العجيب والعجاب واحد كقولك كريم وكرام وكبير ووكبار وطويل وطوال وعريض وعراض وسكين حديد وحداد.

أنشد الفراء :

كحلقة من أبي رماح

تسمعها لاهة الكبار

وقال آخر :

نحن أجدنا دونها الضرابا

إنّا وجدنا ماءها طيابا

يريد طيباً.

وقال عباس بن مرداس : تعدوا به سلميةٌ سُراعه. أي سريعة.

وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعيسى بن عمر : عجّاب بالتشديد. وهو المفرط في العجب.

فأنشد الفراء :

آثرت إدلاجي على ليل جرّة

هضيم الحشا حسانة المتجرد

وأنشد أبو حاتم :

جاءوا بصيد عجّب من العجب

أُزيرق العينين طوال الذنب

﴿ ٤