٢٣

قال أحد الخصمين {إِنَّ هَذَآ أَخِى} على التمثيل لا على التحقيق،

على معنى كونهما على طريقة واحدة وجنس واحد،

كقوله سبحانه : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وقد قيل : إن المتسورين كانا أخوين من بني إسرائيل لأب وأم،

وإن أحدهما كان ملكاً والآخر لم يكن ملكاً،

فنبها داود على ما فعل.

{لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} وهذا من أحسن التعريض،

حتّى كنّى بالنعاج عن النساء.

والعرب تفعل ذلك كثيراً توري عن النساء بالظباء والشاة والبقر وهو كثير وأبين في أشعارهم.

قال الحسن بن الفضل : هذا تعريض التنبيه والتفهيم،

لأنه لم يكن هناك نعاج ولابغي،

وإنما هو كقول الناس ضرب زيد عمراً،

وظلم عمرو زيداً،

واشترى بكر داراً وما كان هناك ضرب ولاظلم ولاشراء.

{فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} . قال ابن عبّاس : أعطنيها.

ابن جبير عنه : تحوّل لي عنها.

مجاهد : أنزل لي عنها.

أبو العالية : ضمها إليَّ حتّى أكفلها.

ابن كيسان : اجعلها كفلي،

أي نصيبي.

{وَعَزَّنِى} وغلبني {فِى الْخِطَابِ} .

قال الضحاك : إن تكلم كان أفصح مني،

وإن حارب كان أبطش مني.

وقرأ عبيد بن عمير : وعازني في الخطاب بالألف من المعاز وهي المغالبة.

﴿ ٢٣