٦{ذُو مِرَّةٍ} قوة وشدّة، ورجل ممرّ أي قوي، قال الشاعر : ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه رجل مزير وأصله من أمررت الحبل إذا أحكمت فتله، ومنه قول النبىّ (صلى اللّه عليه وسلم) (لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرّة سويّ). قال الكلبي : وكانت شدّته أنّه اقتلع قريات قوم لوط من الماء الأسود، وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها، وكانت شدّته أيضاً أنّه أبصر إبليس وهو يكلّم عيسى على بعض عقاب الأرض المقدّسة فنفحه بجناحه نفحة ألقاه في أقصى جبل بالهند، وكانت شدّته أيضاً صيحته بثمود فأصبحوا جاثمين خامدين، وكانت شدّته أيضاً هبوطه من السماء على الأنبياء وصعوده إليها في أسرع من الطرف، وقال قطرب : يقول العرب لكل حرك الرأي حصف العقل : ذو مرة، قال الشاعر : قد كنت قبل لقائكم ذا مِرّة عندي لكل مخاصم ميزانه وكان من جزالة رأيه وحصافة عقله أن اللّه تعالى ائتمنه على تبليغ وحيه إلى جميع رسله. وقال ابن عباس : ذو مِرّة، أي ذو منظر حسن، وقال قتادة : ذو خَلق طويل حسن. {فَاسْتَوَى} يعني جبريل |
﴿ ٦ ﴾