١١{وَإِن فَاتَكُمْ} أيها المؤمنون {شَىْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} فلحقن بهم مرتدات {فَعَاقَبْتُمْ} قراءة العامة بالألف وأختاره أبو عبيدة وأبو حاتم، وقرأ إبراهيم وحميد والأعرج فعقّبتم مشدداً، وقرأ مجاهد فأعقبتم على وزن أفعلتم وقال : صنعتم بهم كما صنعوا بكم، وقرأ الزهري (فعقبتم) خفيفة بغير ألف، وقرأ فعقبتم كسر القاف خفيفة وقال : غنمتم. وكلها لغات بمعنى واحد يقال : عاقب وعقّب وعَقَب وَعقِب وأعقِب وَيعقِب واعتقِب وتعاقب إذا غنم. ومعنى الآية : فغزوتم وأصبتم من الكفار عقبى وهي الغنيمة وظفرتم وكانت العاقبة لكم، وقال المؤرخ : معناه فحلقتم من بعدهم وصار الأمر اليكم، وقال الفرّاء : عقّب وعاقب مثل تصعر وتصاعر، وقيل : غزوة بعد غزوة. {فآتوا الذين ذهبت أزواجهم الى الكفار منكم مثل ما أنفقوا} عليهم من الغنائم التي صارت في أيديكم من أموال الكفار وقيل : فعاقبتم المرتدة أي قتلتموها، وكان جميع من لحق بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين راجعة عن الأسلام ست نسوة : أم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد الفهري، وفاطمة بنت أبي آمنة بن المغيرة أخت أم سلمة كانت تحت عمر بن الخطاب فلما أراد عمر أن يهاجر أبت وارتدّت، ويروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان، وعبدة بنت عبد العزى بن فضلة وزوجها عمر بن عبدون، وهند بنت أبي جهل بن هشام وكانت تحت هشام بن العاص بن وائل، وكلثوم بنت جدّول كانت تحت عمر ابن الخطاب، وأعطاهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) مهور نسائهم من الغنيمة. {وَاتَّقُوا اللّه الَّذِى أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ} . |
﴿ ١١ ﴾