٢-٣

{هو الذي بعث في الأميين} يعني العرب {رَسُولا مِّنْهُمْ} محمداً (صلى اللّه عليه وسلم) {يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمةَ وأن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم} في {ءَاخَرِينَ} وجهان من الأعراب : أحدهما الخفض على الرد الى الأميين،

مجازه : وفي آخرين،

والثاني : النصب على الردّ الى الهاء والميم من قوله {يَعْلَمُهُمْ} أي ويعلم آخرين منهم أي من المؤمنين الذين يدينون بدينه.

{لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} أي لم يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم.

وأختلف العلماء فيهم فقال ابن عمرو سعيد بن جبير : هم العجم،

وهي رواية ليث عن مجاهد يدلّ عليه كما روى ثور بن يزيد عن أبي العتب عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية {وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} كلّمه فيها الناس فأقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) على سلمان فقال : (لو كان (الدين) عند الثريا لناله رجال من هؤلاء).

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد بن خلف قال : حدّثنا إسحاق بن محمد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى قال : حدّثنا علي بن علي قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي قال : حدّثني حُصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : قال النبي (صلى اللّه عليه وسلم) (رأيتني تبعني غنم سود ثم أتبعتها غنم سود ثم اتبعتها غنم عفر) أوّلها أبا بكر قال : أمّا السود فالعرب،

وأما العفر فالعجم تبعايعك بعد العرب،

قال : (كذلك عبّرها الملك سحر) يعني وقت السحر.

وبه عن أبي حمزة قال : حدّثني السدي قال : كان عبد الرحمن بن أبي ليلى إذا قال : رجل من أصحاب النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فأنه يعني به علياً،

وإذا قال : رجل من أهل بدر فأنما يعني به علياً،

فكان أصحابه لا يسألونه عن أسمه،

وقال : عكرمة ومقاتل : هم التابعون،

وقال ابن زيد وابن حيان : هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي (صلى اللّه عليه وسلم) الى يوم القيامة وهي رواية ابن أبي نحيح عن مجاهد.

وروى سهل بن سعد الساعدي أن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (وأن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال (أمتي) رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب) ثم تلا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) {وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}

﴿ ٢