٢-٤{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} سترة {فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللّه إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} { ذلك بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ يَفْقَهُونَ} {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} لاستواء خلقها، وحسن صورتها، وطول قامتها. قال ابن عبّاس : وكان عبد اللّه بن أُبيّ جسيماً صحيحاً فصيحاً ذلق اللسان، فإذا قال يسمع النبي (عليه السلام) قوله. {وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام. قرأ الأعمش والكسائي وأَبُو عَمرو عن عابس وقيل عبّاس : خشب مخفف بجزم الشين، وهي قراءة البراء بن عازب واختيار أبي عبيد قال : (المدُّ مذهبها) في العربية، وذلك أنّ واحدتها خشبة ولم تجد في كلامهم اسماً على مثل فعلة تجمع فُعُلُ بضم الفاء والعين، ويلزم من فعلها أن ينقل البدن أيضاً فيقرأ {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم} لأن واحدتها بُدنة أيضاً. وقرأ الأخرون بالتثقيل وهي اختيار أبي حاتم واختلف فيه عن ابن كثير وعاصم. أخبرنا أَبُو بكر بن أبي محمّد الحمشاذي قال : أخبرنا أَبُو بكر بن مالك القطيعي، حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى قال : حدّثنا الأصمعي قال : حدّثنا سليم العاملاني قال : جاءَ رجل إلى إبن سيرين فقال : رأيت حالي مُحْتضن خشبة، فقال أحسبك من أهل هذه الآية وتلا {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} . {يَحْسَبُونَ} من جبنهم وسوء ظنهم وقلّة يقينهم. {كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} قال مقاتل : يقول إن نادى مناد في العسكر وانقلبت دابّة، ونُشدت ضالة ظنّوا أنّهم يرادون بذلك لما في قلوبهم من الرعب. وقال بعضهم : إنّما قال ذلك لأنّهم على وجل من أن ينزل اللّه فيهم، يهتك أستارهم وتبيح دماءهم وأموالهم وقال الشاعر في هذا المعنى : ولو أنها عصفورة لحسبتها مسوّمة تدعو عُبيداً وأزنما ثمّ قال {هُمُ الْعَدُوُّ} ابتداء وخبر. {فَاحْذَرْهُمْ} ولا تأمنهم. {قَاتَلَهُمُ اللّه} لعنهم اللّه. {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} يصرفون عن الحق. |
﴿ ٢ ﴾