سورة المُلك

مكية،

وهي ثلاثون آية،

وثلاثمائة وثلاثون كلمة وألف وثلاثمائة حرفاً

حدّثنا أَبُو محمد المخلدي أخبرنا أَبُو العباس السراج،

حدّثنا العباس بن عبد اللّه الترمذي،

حدّثنا حفص بن عمر،

حدّثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (وددتُ أنّ {تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ} في قلب كل مؤمن).

أخبرني أَبُو الحسن الفارسي،

حدّثنا أَبُو عبد اللّه محمد بن يزيد،

حدّثنا أَبُو يحيى البزار،

حدّثنا محمد بن يحيى،

حدّثنا أَبُو داود،

حدّثنا عمران عن قتادة عن عباس الحسبي عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (إنّ سورة من كتاب اللّه ما هي إلاّ ثلاثون آية شفعت لرجُل وأخرجته يوم القيامة من النّار وأدخلته الجنّة وهي سورة تبارك).

أخبرنا أَبُو الحسن بن أبي إسحاق المزكي،

وأَبُو الحسن بن أبي الفضل العدل قالا : حدّثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفار،

حدّثنا سعدان بن نصر،

حدّثنا معّمر بن سليمان عن الخليل بن مرّة عن عاصم بن أبي النّجود رواه عن زرّ بن حُبيش عن عبد اللّه بن مسعود قال : إذا وضع الميت في قبره يؤتى من قبل رجليه فيقال : ليس لكم عليه سبيل قد كان يقوم بسورة المُلك،

ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول لسانه : ليس لك عليّ سبيل كان يقرأ بي سورة المُلْك،

ثم قال : هي المانعة من عذاب القبر،

وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد اكثر وأطيب.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١-٢

{تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}

{الذي خلق الموت والحياة}

قدّم الموت على الحياة لأنّهُ إلى القهر أقرب،

كما قدّم البنات على البنين في قوله : {يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ} .

قال قتادة : أذلّ اللّه إبن آدم بالموت،

وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء،

وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء. وقيل : قدّمةُ لأنّهُ أقدم،

وذلك أنّ الأشياء في الابتداء كانت في حكم الموات كالنطفة والتراب ونحوها،

ثم اعترصت عليها الحياة.

قال ابن عباس : خلق الموت على صورة كبش أملح لا يمرّ بشيء ولا يجد ريحه شيء إلاّ مات،

وخلق الحياة على صورة فرس بلقاء،

وهي التي كان جبرئيل والأنبياء (عليهم السلام) يركبونها،

خطوها مد البصر،

وهي فوق الحمار ودون البغل،

لا تمر بشيء،

ولا تطأ شيئاً ولا يجد ريحها شيء إلاّ حيّ،

وهي التي أخذ السامري من أثرها؛ فألقاها على العجل فحيى.

{لِيَبْلُوَكُمْ} فيما بين الحياة إلى الموت،

{أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}

أخبرنا الحسن بن محمد بن فنجويه،

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن برزة،

حدّثنا الحرث بن أُسامة،

حدّثنا داود بن المحر،

حدّثنا عبد الواحد بن زياد العبدي عن كليب بن وائل عن إبن عمر عن النبي (صلّى اللّه عليه) أنّه تلا (تبارك الذي بيده الملك) حتى بلغ إلى قوله (أيكم أحسن عملا). ثم قال : أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم اللّه،

وأسرعكم في طاعة اللّه.

وبإسناده عن داود بن المحر،

حدّثنا ميسر عن محمد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال : قلت : يا رسول اللّه أرأيت قول اللّه تعالى {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَ} ما عُني به ؟

قال : (يقول أيّكم أحسن عقلا).

وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (أتمّكم عقلا وأشدّكم للّه خوفاً،

وأحسنكم فيما أمر اللّه تعالى به ونهى عنه نظراً وإن كان أقلكم تطوعاً).

أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل،

حدّثنا أَبُو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أحمد،

حدّثنا أَبُو بكر بن أبي الدّنيا القرشي،

حدّثنا محمد بن علي بن الحسن بن سقيق عن إبراهيم عن الأشعث عن فضيل بن عَياض {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَ} قال : أخلصه وأصوبة،

قلت : ما أخلصه وأصوبه ؟

قال : إنّ العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،

وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتّى يكون خالصاً صواباً،

والخالص : إذا كان للّه،

والصّواب : إذا كان على السُنّة.

وقال الحسن : يعني أيّكم أزهد في الدنيا زهداً،

وأترك لها تركاً.

وقال سهل : أيّكم أحسن توكّلا على اللّه.

قال الفرّاء : لم يرفع البلوى على أي؛ لأنّ فيما بين أي والبلوى إضماراً وهو كما يقول في الكلام : بلوتكم لأنظر أيّكم أطوع،

ومثله {سَلْهُمْ أَيُّهُم بذلك زَعِيمٌ} أي سلهم وانظر أيّهم. فأيّ رفع على الابتداء وأحسن خبره.

﴿ ١