٢-٤{قم فأنذر وربّك فكبّر وثيابك فطهّر} قال : عكرمة سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال : معناه لا يلبسها على معصية ولا على غدرة ثم قال : قول غيلان بن سلمة الثقفي : إني بحمد للّه لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة اتقنع والعرب تقول للرجل إذا وفى وصدق : إنه طاهر الثياب، وإذا غدر ونكث : إنه لدنس الثياب. وقال أبي بن كعب : لا يلبسها على غدر ولا على ظلم ولا على أكم البسها وأنت طاهر، وقال قتادة وإبراهيم والضحاك والشعبي والزهري ويمان : وثيابك فطهّر من الذنب والإثم والمعصية، وقال أهل المعاني : أراد طهّر نفسك عن الذنوب فكنى عن الجسم بالثياب لأنها تشتمل عليه، كقول عنترة : فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم أي نفسه، وقال آخر : ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض المسافر غران أي أنفس بني عوف. وقال السدي : يقال للرجل إذا كان صالحاً : إنّه لطاهر الثياب، وإذا كان فاجراً : إنه لخبيث الثياب. قال الشاعر : لا هم إن عامر بن جهم أو ذم حجا في ثياب دسم يعني متدنس بالخطايا. أبو زوق عن الضحاك : وعملك فأصلح، وهي رواية فضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد. سعيد بن جبير : وقلبك وبيتك فطهّر، ودليل هذا التأويل قول امرؤ القيس : وإن تك قد ساءتك منّي خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل أي قلبي من قلبك. وقال الحسن والمقرظي : وخلقك فحسّن، ودليلهما قول الشاعر : ويحيى لا يلام بسوء خلق ويحيى طاهر الأثواب حر أي حسن الأخلاق. عطية عن ابن عباس : لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائل، وقال ابن زيد وابن شريك نقِّ ثيابك واغسلها بالماء وطهّرها من النجاسة وذلك أنّ المشركين كانوا لا يتطهرون فأمره أن يطهّر ثيابه. قال الفراء : وسمعت بعضهم يقول : طهّرها بالأشنان. وقال طاوس : وثيابك فقصّر وشمّر، لأن تقصير الثياب طهرُة لها، وقيل : وأهلك فطهّره من الخطايا بالوعظ والتأديب؛ والعرب تسمّي الأهّل ثوباً ولباساً وإزاراً، وقد مضى ذكره. يحيى ابن معاد : طهّر قلبك من مرض الخطايا وأشغال الدنيا تجد حلاوة العبادة، فإن من لم يصُن الجسم لا يجد شهوة الطعام، وقيل : طهّر قلبك عما سوى اللّه. |
﴿ ٢ ﴾