٦-٧{وَلا تَمْنُن} قراءة العامة باظهاره التضعيف وقرأ أبو السماك العدوى ولا تمُنّ مدغمة مفتوحة مؤكدة {تَسْتَكْثِرُ} قرأ الحسن بالجزم على جواب النهي وهو ردي؛ لأنه ليس بجواب. وقرأ الأعمش بالنصب على توهّم لام كي كأنه قال : لتستكثر، وقرأ الآخرون بالرفع واختلفوا في معنى الآية فقال أكثر المفسرين ولا تعُطِ شيئاً لتعُطى أكبر منه، قال قتادة : لا تعط شيأ طمعاً لمجازاة الدنيا ومقارضتها، القرظي : لا تعط مالك مصانعة، قال الضحاك ومجاهد : كان هذا للنبي (صلى اللّه عليه وسلم) خاصة، وقال الضحاك : هما رياءان : حلال وحرام، فأما الحلال فالهدايا وأما الحرام فالربا. وقال الحسن : ولا تمنن على اللّه بعملك فتستكثره، الربيع : لا يكثرن عملك في عينك فإنه فيما أنعم اللّه عليك وأعطاك قليل، ابن كيسان : لا تستكثر عملك فتراه من نفسك أنّما عملك منّةً من اللّه سبحانه عليك، إذ جعل لك سبيلا إلى عبادته (فله) بذلك الشكر أن هداك له، خصيف عن مجاهد : ولا تضعف أن تستكثر من الخير من قولهم : حبل متين إذا كان ضعيفاً، ودليله قراءة ابن مسعود ولا تمنن أن تستكثر، وقال ابن زيد : معناه ولا تمنّ بالنبوة على الناس فنأخذ عليها منهم أجراً وعرضاً من الدنيا. زيد بن أسلم : إذا أعطيت عطية فاعطها لربّك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك عليها، وقال مجاهد : واصبر للّه على ما أوذيت، ابن زيد : حملت أمراً عظيماً محاربة العرب ثم العجم فاصّبر عليه للّه، وقيل : على أوامر اللّه ونواهيه، وقيل : فاصبر تحت موارد القضاء لأجل اللّه، وقيل : فارق الملامة والسآمة، وقيل : فاصبر على البلوى فإنه يمتحن أحباءه وأصفياءه. |
﴿ ٦ ﴾