٣١{وما جعلنا أصحاب النار إلاّ ملائكة} لا رجالا إذ من فمن ذا يغلب الملائكة {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ} عددهم {إِلا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا} لتكذيبهم بذلك وقول بعضهم أنا أكفيكموه. {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} لأنّه مكتوب في التوراة والإنجيل أنهم تسعة عشر. {ويزداد الذين آمنوا إيمناً ولا يرتاب} يشك {الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} شك ونفاق قاله أكثر المفسرين، وقال الحسين بن الفضل : السورة مكيّة ولم يكن بمكة البتة نفاق فالمرض في هذه الخلاف لا النفاق. {مَاذَآ أَرَادَ اللّه بِهذا مَثَلا} إنما قاله مشركو مكّة { كذلك يُضِلُّ اللّه مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ} جموع ربك {إِلا هُوَ} قال مقاتل : هذا جواب أبي جهل حين قال : أما لمحمد أعوان إلاّ تسعة عشر. أخبرنا الحسين قال : حدّثنا عمران أحمد بن القاسم قال : حدّثنا محمد بن أحمد الصباح قال : حدّثنا محمد بن عبيدة الوراق أبو مخدورة قال : حدّثنا حسين بن الحسن الأشقر قال : حدّثنا هاشم عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يقسّم غنائم حنين وجبرئيل إلى جنبه، فأتاه ملك فقال : إنّ ربّك يأمرك بكذا وكذا قال : فخشي النبي عليهم أن يكون شيطان فقال : (يا جبريل أتعرفه) قال : هو ملك، وما كل ملئكة ربّك أعرف. وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا عبد بن مرداس قال : حدّثنا سلمة ابن شعيب قال : حدّثنا عبد القدوس قال : سمعت الأوزاعي يقول : قال موسى عليه السلام : يا ربّ من معك في السماء؟ قال : ملائكتي، قال : كم عددهم؟ قال : إثنا عشر سبطاً، قال : كم عدة كل سبط؟ قال : عدد التراب. {وَمَا هِىَ} يعني النار {إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} عضة للناس. |
﴿ ٣١ ﴾