٣٤ألا تراه قال : {وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ} فكيف يكون في أحدهما إذا وفي الآخر إذ، وأبو حاتم قال : لأنه ليس في القرآن لجنبه إذ وأنما الأقسام بجنبها إذا. قال قطرب من قرأ {وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} : يريد أقبل، من قول العرب دبر فلان أي جاء خلفي، فكأنّه دبر خلف النهار. قال أبو الضحى : كان ابن عباس يعيب على من يقرأ دبر ويقول : إنما يدبّر ظهر البعير، وقال الفراء : هما لغتان دبّر وأدبر. قال الشاعر : صدعت غزالة قلبه بفوارس تركت مسامعه كأمس الدابر وقال أبو عمرو : دبّر لغة قريش. {وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ} قرأه العامة بالألف أي أضاء وأقبل، وقرأ ابن السميع وعيسى ابن الفضل سفر بغير ألف، وهما لغتان يقال : سفر وجه فلان وأسفر، إذا أضاء، ويجوز أن يكون من قولهم : سفرت المرأة إذا ألقت خمارها عن وجهها، ويحتمل أن يكون معناه نفي الظلام كما سفر البيت أي يكنس ويقال للمكنسة المسفرة. |
﴿ ٣٤ ﴾