٣٩

{إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} فإنهم لا يحاسبون ولا يرتهنون بذنوبهم ولكن يغفرها اللّه لهم ويتجاوزها عنهم كما وعدهم. قال قتادة : غلق الناس كلّهم إلاّ أصحاب اليمين واختلفوا فيهم.

فأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن (شنبه) قال : حدّثنا رضوان بن أحمد قال : حدّثنا أحمد بن عبدالجبار قال : حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي اليقظان عن زاذان عن علي في قوله : {إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} قال : هم أطفال المسلمين.

تدل عليه ما أخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حسن قال : حدّثنا البغوي قال : حدّثنا علي ابن الجعد قال : أخبرنا أبو عقيل عن نُهيّة عن عائشة قالت : سألت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) عن ولدان المؤمنين أين هم؟

قال : {فِى الْجَنَّةِ} وسألته عن ولدان المشركين فقال : {إنْ شئت سمّعتُكِ تضاغيهم في النار} .

وقال أبو ظبيان : عن ابن عباس : هم الملائكة،

وروى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر قال : نحن وشيعتنا أصحاب اليمين،

وقال مقاتل : هم أهل الجنة الذين كانوا على يمين آدم يوم الميثاق حين قال لهم اللّه سبحانه : هؤلاء في الجنة ولا أبالي.

وقال الحسن : هم المسلمون المخلصون،

وعنه أيضاً : هم الذين كانوا ميامين على أنفسهم. ابن كيسان هم المؤمنون الصالحون ليسوا مرتهنين لأنهم أدّوا ما كان عليهم. يمان : هم الذين أمكنوا رهونهم،

وقال الحكيم : هم الذين أختار اللّه سبحانه بخدمته فلم يدخلوا في الرهن،

لأنهم خدّام اللّه سبحانه وصفوته وكسبهم لم يضرهم،

وقال القاسم : كلّ نفس مأخوذة بكسبها من خير وشر إلاّ من اعتمد الفضل والرحمة دون الكسب والخدمة فكل من اعتمد على الكسب فهو رهين به ومَنْ اعتمد على الفضل فإنّه غير مأخوذ.

وسمعت أبا عبدالرحمن السلمي يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت أبا عمرو البخاري يقول : في قوله سبحانه : {كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} قال : فأين الفرار من القدر وكيف القرار على الخطر؟.

﴿ ٣٩