سورة الأعلىمكيّة، وهي : تسع عشرة آية، واثنانوسبعون كلمة، ومائتان واحدى وتسعون حرفاً. أخبرني كامل بن أحمد وسعيد بن محمد بن القاسم قالوا : حدّثنا محمد بن مطر قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك قال : حدّثنا أحمد بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كبير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (من قرأ سورة الأعلى أعطاه اللّه من الأجر عشر حسنات، بعدد كل حرف أنزل اللّه سبحانه على إبراهيم وموسى ومحمد). وأخبرنا عبداللّه بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن عبداللّه قال : حدّثنا محمد بن عبداللّه قال : حدّثنا عبداللّه بن عمر بن أبان قال : حدّثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس إن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} قال : (سبحان ربي الأعلى)، وكذلك روى عن علي وأبي وموسى وابن عمر وابن عباس وابن الزبير إنهم كانوا يفعلون ذلك، وروي جويبر عن الضحاك أنه كان يقول ذلك، وكان يقول من قرأها فليقرأها كذلك، وروي عن علي بن أبي طالب إنه قال : كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يحب هذه السورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل. قال النبي (صلى اللّه عليه وسلم) (يا جبريل أخبرني عن ثواب من قالها في صلوته أو في غير صلوته) فقال : يا محمد ما من مؤمن ولا مؤمنة يقولها في سجوده أو في غير سجوده إلاّ كانت له في ميزانه أثقل من العرش والكرسي وجبال الدنيا، ويقول اللّه سبحانه وتعالى : صدق عبدي أنا أعلى فوق كل شيء وليس فوقي شيء أشهدوا ملائكتي إنّي غفرت لعبدي وأدخلته جنتي، فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم فإذا كان يوم القيامة حمله على جناحه فيوقفه بين يدي اللّه سبحانه فيقول : يا ربّ شفّعني فيه فيقول : شفّعتك فيه اذهب به إلى الجنة. وقال عقبة بن عامر : لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (اجعلوها في ركوعكم) فلما نزل {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} قال (صلى اللّه عليه وسلم) (اجعلوها في سجودكم). بسم اللّه الرحمن الرحيم ١{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} يعني قل : سبحان ربّي الأعلى، وإلى هذا التأويل ذهب جماعة من الصحابة والتابعين، وقال قوم معناه : نزّه ربّك الأعلى عما يقول فيه الملحدون ويصفه به المبطلون، وجعلوا الاسم صلة، ويجوز أن يكون معناه، نزّه ذات ربّك عما لا يليق به، لأن الاسم والذات والنفس عبارة عن الوجود والإثبات. وقال آخرون : نزّه تسمية ربّك وذكرك إياه إن تذكره إلاّ وأنت خاشع معظّم ولذكره محترم، وجعلوا الاسم بمعنى التسمية، وقال الفراء : سواء قلت سبح اسم ربّك أو سبح باسم ربّك إذا أردت ذكره وتسبحيه، وقال ابن عباس : صلِّ بأمر ربّك الأعلى. |
﴿ ١ ﴾