سورة الكوثر

مكية وهي أثنان وأربعون حرفاً،

وعشر كلمات،

وثلاث آيات

أخبرني الأستاذ أبو الحسين الفارسي الماوردي قال : حدّثنا أبو محمد الشيباني قال : حدّثنا أبو عمرو الحبري وأبو عثمان البصري قالا : حدّثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي قال : حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (من قرأ {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} سقاه اللّه من أنهار الجنة وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل قربان قرّبة العباد في يوم عيد ويقربون من أهل الكتاب والمشركين).

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا أبو علي حمزة بن محمد الكاتب قال : حدّثنا نعيم بن حماد قال : حدّثنا نوح بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول قال : قال رسول (صلى اللّه عليه وسلم) (من قرأ {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} كان له ما بين المشرق والمغرب أبعرة على كل بعير كراريس،

كل كراسة مثل الدنيا وما فيها كتب له بدقة الشعر ليس فيها إلاّ صفة قصوره ومنازله في الجنة.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

{إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال ابن عباس : نزلت هذه السورة في العاص بن وائل ابن هشام بن سعيد بن سهم أنه رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدّثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس،

فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تحدث؟

قال : ذاك الأبتر،

يعني النبي (صلى اللّه عليه وسلم) وكان قد توفى قبل ذلك عبد اللّه ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وكان من خديجة،

وكانوا يسمّون من ليس له ابن أبتر،

فسمّته قريش عند موت إبنه أبتر وصنبوراً فأنزل اللّه سبحانه {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} .

قراءة العامة بالعين،

وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف (أنطيناك) بالنون،

وروى ذلك عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم)

أخبرناه أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي المطوعي بقرأتي عليه قال : حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الصفار الأصفهاني قال : أخبرنا أبو المثنى معادين المثنى بن معاد ابن نصر العبيدي قال : حدّثنا عمرو بن المحرّم أبو قتادة البصري قال : حدّثنا عبد الوارث بن عمرو عن الحسن عن أمّه عن أم سلمة أن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قرأ : إنّا أنطيناك الكوثر.

والكوثر فوعل من الكثرة كنوفل من النفل وحوقر من الحقر،

والعرب يسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير في المقدار الخطر : كوثراً. قال سفيان بن عيينة : قيل لعجوز رجع ابنها من السفر بم آب أبنك؟

قالت آب بكوثر،

يعني بمال كثير.

وأختلفوا في المراد به ها هنا فحدّثنا أبو محمد المخلدي قال : أخبرنا أبو العباس الثقفي قال : حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني وعبد اللّه بن عمر بن أبان قالا : حدّثنا عبد الرحمن بن سلمان عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال : بينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) معنا إذا غفى أغفاءة أو أغمى عليه،

فرفع رأسه مبتسماً فقال : (هل تدرون ممن ضحكت) فقالوا اللّه ورسوله أعلم،

قال : (إنه نزل عليّ سورة) فقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر} فقرأ حتى ختم السورة فلما قرأها قال : (أتدرون ما الكوثر؟

أنه نهر في الجنة وعدنيه ربّي عز وجلّ فيه خير كثير،

لذلك النهر حوض يرد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب (فيختلج) منهم فأقول : ربِّ إنَّه من أمتي فيقال : أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

وأخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد قال : حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي قال : حدّثنا أيوب بن سويد قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم عن عمّه العباس بن عبد اللّه بن معيد عن ابن عباس قال : لما نزلت {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} صعد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فقرأها على الناس،

فلما نزل قالوا : يا رسول اللّه ما هذا الذي قد أعطاكه اللّه سبحانه؟

قال : (نهر في الجنة أشدّ بياضاً من اللبن،

وأشد أستقامة من القدح حافتاه قباب الدر الدر والياقوت ترده طير خضر لها أعناق كأعناق البخت) قالوا : يارسول اللّه ما أنعم هذا لطائر؟

قال (أفلا أخبركم بأنعم منه؟)

قالوا بلى : قال : (من أكل الطائر وشرب الماء فاز برضوان اللّه سبحانه).

وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا محمد بن جعفر المطيري قال : حدّثنا علي بن حرب قال : حدّثنا ابن فضيل قال : حدّثنا عطاء عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : قال النبي (صلى اللّه عليه وسلم) (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من الذهب ومجراه على الدر والياقوت وتربته أطيب من المسك وماءُه أحلى من العسل وأشد بياضاً من الثلج) وقالت عائشة رضى اللّه عنها : الكوثر نهر في الجنّة يخرخر في الحوض فمن أحب أن يسمع خريره فليجعل أصبعيه في أذنيه.

وقال بعضهم : هو الحوض بعينه،

وصفته على ما جاء في الأخبار أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وصف حوض الكوثر فقال : (حصباؤه الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والدر والمرجان وحمأتهُ المسك الأذفر وترابه الكافور،

وماءه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج،

يخرج : من أصل السدرة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب،

حافتاه الزعفران وقباب الدر والمرجان،

من دخله أمن من الغرق،

ولا يشرب منه أحد فيظمأ،

ولا يتوضأ منه أحد فيشعث،

فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر) فقال أبو بكر وعمر : إنها لناعمة فقال : (أُكلُها أنعم منها).

وفي خبر آخر : (لتزدحمنّ هذه الأمة على الحوض أزدحام واردات الحمر).

وأخبرنا أبو القاسم بن حبيب في سنة ست وثلثمائة : قال : حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار الأصفهاني قال : أخبرنا أبو عبد اللّه العمري الكوفي بالكوفة قال : حدّثنا بشر بن داود القرشي قال : حدّثنا مسعود بن سابور عن علي بن عاصم عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (إنَّ لحوضي أربعة أركان : فأول ركن منها في يد أبي بكر والثاني في يد عمر والثالث في يد عثمان والرابع في يد علي،

فمن أحب أبا بكر وأبغض عمر لم يسقه أبو بكر ومن أحب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر ومن أحب عثمان وأبغض علياً لم يسقه عثمان ومن أحب علياً وأبغض عثمان لم يسقه علي،

ومن أحسن القول في أبي بكر فقد أقام الدين،

ومن أحسن القول في عمر فقد أوضح السبيل،

ومن أحسن القول في عثمان فقد أستنار بنور اللّه،

ومن أحسن القول في علي فقد أستمسك بالعروة الوثقى،

من أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن ومن أساء القول في أصحابي فهو منافق).

وقال قطر بن خليفة : سألت عطاء عن الكوثر ونحن نطوف في البيت فقال : حوض أعطي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) عليه وسلم في الجنة،

وروى حميد عن أنس قال : دخلنا على عبيد اللّه بن زياد وهم يتذاكرون الحوض فقلت : ماكنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض،

لقد تركت خلفي عجائز ما تصلي امرأة منهن إلا سألت اللّه أن يسقيها من حوض محمد وفيه يقول الشاعر :

يا صاحب الحوض من يدانيكا

وأنت حقاً حبيب باريكا

وقال سعيد بن جبير ومجاهد : هو الخير الكثير،

وقال الحسن : هو القرآن العظيم،

عكرمة : النبوة والكتاب،

محمد بن إسحاق هو العظيم من الأمر وذكر بيت لبيد

صاحب ملحوب فجعنا بفقده

وعند الرداع بيت آخر كوثر

يقول : أي عظيم.

وقال أبو بكر بن عباس ويمان بن ذياب : هو كثرة الأصحاب والاشياع،

ابن كيسان : هو كلمة من الكتب الأولى ومعناها الإيثار،

الحسين بن الفضل : الكوثر شيئان تيسير القرآن وتخفيف الشرائع،

جعفر الصادق : الكوثر نور في قبلك دّلك عليّ،

وقطعك عما سواي،

وعنه أيضاً : الشفاعة،

وقيل : معجزات أكثرت بها أهل الإجابة لدعوتك،

هلال بن يساق : هو قول لا اله اللّه محمد رسول اللّه،

وقيل : الفقه في الدين،

وقيل : الصلوات الخمس.

٢

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال محمد بن كعب : يقول : إن ناساً يصلّون لغير اللّه وينحرون لغير اللّه فإنَّا أعطيناك الكوثر فلا تكن صلاتك ونحرك إلاّ لي،

وقال عكرمة وعطاء وقتادة : فصلِّ لربك صلاة العيد يوم النحر،

قال سعيد بن جبير ومجاهد : فصل لربّك صلاة الغداة المفروضة بجَمْع وأنحر البدن بمنى.

وقال بعضهم : نزلت هذه الآية يوم الحديبية حين حضر النبي (صلى اللّه عليه وسلم) وأصحابه وصدّوا عن البيت فأمره اللّه سبحانه أن يصلي وينحر البدن وينصرف،

وفعل ذلك،

وهو رواية أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير.

وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن يوسف قال : حدّثنا حجاج قال : حدّثنا حماد عن عاصم الحجدري عن أبيه عن عقبة بن طبيان عن علي ابن أبي طالب ح أنه قال في هذه الآية {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال : وضع اليد اليمنى على ساعده اليسرى ثم وضعها على صدره.

وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا علي ابن إبراهيم بن أحمد العطار قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز قال : حدّثنا هاشم بن الحرث المروزي قال : حدّثنا محمد بن ربيعة قال : حدّثنا يزيد بن ذياب بن أبي السعد عن عاصم الحجدري عن عقبة بن ظهير عن علي بن أبي طالب في قوله {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال : وضع اليمين على الشمال في الصلاة.

وأخبرنا عبد الخالق قال : حدّثنا ابن جنب قال : حدّثنا يحيى بن أبي طالب قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : حدّثنا روح بن المسيّب قال : أخبرني عمرو بن مالك البكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله اللّه سبحانه {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال : وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر.

يدلّ عليه ما أخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا علي بن حرب قال : حدثنا المعافى بن داود قال : حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال : كان النبي (صلى اللّه عليه وسلم) يضرب بأحدى يديه على الأخرى في الصلاة.

وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : حدّثنا عبد اللّه بن هاشم قال : حدّثنا عبد الرحمن قال : أخبرنا سفيان عن سماك عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال : رأيت النبي (صلى اللّه عليه وسلم) واضعاً يمينه على شماله في الصلاة،

هلب لقب وأسمه يزيد بن قتادة.

وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : حدّثنا ابراهيم بن الحرث قال : حدّثنا يحيى بن أبي بكر قال : حدّثنا زهير بن معاوية قال : حدّثنا أبو إسحاق عن عبد الجبار بن وائل عن وائل بن حجر قال : رأيت النبي (صلى اللّه عليه وسلم) يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة قريباً من الرفع،

ويرفع يديه حتى يبلغا أذنيه.

وأخبرنا عبد اللّه قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن يوسف قال : حدّثنا حجاج قال : حدّثنا هشيم عن الحجاج بن أبي زينب السلمي قال : حدّثنا أبو عثمان النهدي عن ابن مسعود أن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) رأى رجلا وهو يصلي واضعاً يده اليسرى على اليمنى فنزع اليسرى عن اليمنى ووضع اليمنى على اليسرى.

وأخبرنا أبو محمد المخلدي قال : أخبرنا أبو الفضل يعقوب بن يوسف بن عاصم البخاري الفقيه قال : حدّثنا الحسين بن الفضل النصراني قال : حدّثنا وهب بن إبراهيم الرازي قال : حدّثنا أبو عبد اللّه إسرائيل بن حاتم المروزي وكان ثقة مأموناً قال : أخبرنا مقاتل بن حيان عن أصبغ ابن نباتة عن علي بن أبي طالب ح قال : لما نزلت هذه السورة {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر} قال النبي (صلى اللّه عليه وسلم) لجبرائيل : (ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟)

قال : ليست بنحيرة ولكنه يأمرك اذا تحرمت للصلاة أن ترفع يدك إذا كبرت،

وإذا ركعت،

وإذا رفعت رأسك من الركوع،

وإذا سجدت،

فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السموات السبع وإن لكل شيء زينة وأن زينة الصلاة رفع الأيدي عند التكبيرة.

وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (رفع الأيدي في الصلاة من الأستكانة) قلت : فما الاستكانة؟

قال : (ألا تقرأ هذه الآية : {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} ) قال : هو الخضوع.

يدل عليه ما أخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال قال : حدّثنا أبو زرعة الرازي قال : حدّثنا عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق العامري قال : حدّثنا ابن أبي الزياد عن موسى بن عقبة عن عبد اللّه بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) أنَّه كان إذا قام الى الصلاة المكتوبة كبّر ورفع يديه حذو منكبيه ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع ويضعه إذا رفع من الركوع،

ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد.

وأخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن أحمد بن أبراهيم بن علوية بن سلوس العبدوي في رجب سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الأزهر الأزهري وعبد اللّه بن يحيى بن أحمد بن مهران المذكر قالا : سمعنا أبا إسماعيل الترمذي وحدّثنا أبو محمّد المخلدي إملاء قال : أخبرنا أبو محمّد عبداللّه بن يحيى بن أحمد المذكر قال : حدّثنا أبو اسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي قال : صليّت خلف أبي عارم أي النعمان فرأيته يرفع يديه حين أفتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع،

فقلت ما هذا؟

فقال : صليت خلف حماد بن زيد فرأيته يرفع يديه حين أفتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع،

فقلت له : ما هذا؟

فقال : صليت خلف أيوب السجستاني فرأيته يرفع يديه حين أفتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع،

فقلت له : ماهذا؟

قال : صلّيت الى جنب عطاء بن أبي رياح فرأيته يرفع يديه حين أفتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع،

فقلت له : ما هذا؟

قال : صليت خلف أبي بكر الصديق فرأيته يرفع يديه حين أفتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع،

فقلت له : ما هذا؟

قال : صلّيت خلف النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فرأيته يرفع يديه حين أفتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع.

وأنبأني عقيل قال : أخبرنا المعافى قال : أخبرنا ابن جرير قال : حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا وكيع عن أسرائيل عن جابر عن أبي جعفر {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال : يرفع يديه أول ما يكبّر في الإفتتاح الى النحر.

وأخبرنا محمد بن عبدوس قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن الجهم قال : حدّثنا الفراء قال : يقال : {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} أي أستقبل القبلة بنحرك،

سمعت بعض العرب يقول : منازلنا تتناحر،

أي هذا ينحر هذا،

أي قبالته،

وأنشدني بعض أسد :

أبا حكم هل أنت عم مجالد

وسيّد أهل الأبطح المتناحر

أي ينحر بعضه بعضاً،

وإليه ذهب الضحاك والكلبي،

وقال واصل بن السائب : سألت عطاء عن قوله سبحانه {وَانْحَرْ} قال : أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) أن يستوي بين السجدتين جالساً حتى يبدوا نحره،

سليمان التيمي : يعني وأرفع يديك بالدعاء الى نحرك،

ذو النون : أي أذبح هواك في قلبك.

٣

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} يعني أن عدوك ومبغضك هو الأقل الأذلّ المنقطع دابره،

نزلت في العاص بن وائل،

وقال شمر بن عطية : هو عقبة بن أبي معيط،

وقال عكرمة عن ابن عباس : نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش،

وذلك أنه لما قدم كعب مكّة قالت له قريش : نحن أهل السقاية والسدانة وأنت سيّد أهل المدينة فنحن خير أم هذا الصنبور المنبتر من قومه؟

فقال : بل أنتم خير منه. فنزلت في كعب {ألم تر إلى الذين أُتوا نصيباً من الكتاب} الآية ونزلت في الذين قالوا للنبي (صلى اللّه عليه وسلم) أبتر.

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} يعني المنقطع من كل خير،

قال الجنيد : المنقطع عن بلوغ أمله فيك.

﴿ ٠