٤

إيمانهم بالغيب اقتضى إيمانهم بالقرآن ، وبما أنزل اللّه من الكتب قبل القرآن ، ولكنه أعاد ذكر الإيمان ها هنا على جهة التخصيص والتأكيد ، وتصديق الواسطة صلى اللّه عليه وسلم في بعض ما أخبر يوجب تصديقه في جميع ما أخبر ، فإن دلالة صِدْقه تشهد على الإطلاق دون التخصيص ، وإنما أيقنوا بالآخرة لأنهم شهدوا على الغيب فإن حارثة لما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كيف أصبحت؟ ) قال : أصبحت مؤمناً باللّه حقاً ، وكأني بأهل الجنة يتزاورون وكأني بأهل النار يتعاوون وكأني بعرش ربي بارزاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أصبْتَ فالْزَمْ )

وهذا عامر بن عبد القيس يقول : ( لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً ) . وحقيقة اليقين التخلص عن تردد التخمين ، والتقصي عن مجوزات الظنون .

﴿ ٤