٥٠

تقاصرت بصائر بني إسرائيل فأراهم المعجزات عياناً ، ونفذت بصائر هذه الأمة فكاشفهم بآياته سراً ، وبذلك جرت سُنَّتُه سبحانه ، وكل من كان أشحذَ بصيرةً كان الأمر عليه أغمض ، والإشارات معه أوفر ، قال صلى اللّه عليه وسلم : ( أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصاراً ) .

وحين شاهدوا ظاهر تلك الآيات من فلق البحر وإغراق آل فرعون - دَاخَلَهُمْ ريبٌ؛ فقالوا : إنه لم يغرق حتى قذفهم البحر ، فنظر بنو إسرائيل إليهم وهم مغرقون . وهذه الأمة لفظ تصديقهم لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى آله ، وقوة بصائرهم ( أن ) قال واحد من أفتاء الناس : ( كأني بأهل الجنة يتزاورون وكأني بأهل النار يتعاوون وكأني أنظر عرش ربي بارزاً) فشتَّان بين من يُعاين فيرتاب مع عيانه ، وبين مَنْ يسمع فكالعيان حالُه من قوة إيمانه .

﴿ ٥٠