٥١شتَّان بين أمة وأمة؛ فأُمَّةُ موسى عليه السلام - غاب نبيُّهم عليه السلام أربعين يوماً فاتخذوا العِجْلَ معبودَهم ، ورضوا بأن يكون لهم بمثل العجل معبوداً ، فقالوا : { هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِىَ } [ طه : ٨٨ ] وأمة محمد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم مضى من وقت نبيِّهم سنون كثيرة فلو سمعوا واحداً يذكر في وصف معبودهم ما يوجب تشبيهاً لما أبْقَوْا على حشاشتهم ولو كان في ذلك ذهاب أرواحهم . ويقال إن موسى - صلوات اللّه عليه - سلَّم أمته إلى أخيه فقال : اخلفني في قومي ، وحين رجع وجدهم وقعوا في الفتنة ، ونبيُّنا - صلوات اللّه عليه - توكَّل على اللّه فلم يُشِرْ على أحَدِ في أمر الأمة وكان يقول في آخر حاله : الرفيق الأعلى . فانظر كيف تولَّى الحق رعاية أمته في حفظ التوحيد عليهم . لعمري يُضَيِّعون حدودَهم ولكن لا ينقضون توحيدَهم . |
﴿ ٥١ ﴾