٦١

لم يرضَوْا بحسن اختياره لهم ، ولم يصبروا على قيامه بتولي ما كان يَهُمُّهُم من كفاية مأكولهم وم

لبوسهم ، فنزلوا في التحير إلى ما جرت عليه عاداتهم من أكل الخسيس من الطعام ، والرضا بالدون من الحال ، فردَّهم إلى مقاساة الهوان ، وربطهم بإدامة الخذلان ، حتى سفكوا دماء الأنبياء وهتكوا حرمة الأمر بِقِلَّة الاستحياء ، وتَرْكِ الاروعاء ، فعاقبهم على قبيح فعالهم ، وردَّهم إلى ما اختاره لأنفسهم من خسائس أحوالهم ، وحين لم تنجح فيهم النصيحة ، أدركتهم النقمة والفضيحة . ويقال كان بنو إسرائيل متفرقي الهموم مُشَتَّتِي القصود؛ لم يرضوا لأنفسهم بطعام واحد ، ولم يكتفوا في تدينهم بمعبود واحد ، حتى قالوا لموسى عليه السلام - لمَّا رأوا قَوماً يعبدون الصنم - يا موسى : اجعل لنا إلهًا كما لهم إله ، وهكذا صفة أرباب التفرقة . والصبر مع الواحد شديد ، قال تعالى : { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } [ الإسراء : ٤٦ ] .

﴿ ٦١