١٢٦

الأمر في الظاهر بتطهير البيت ، والإشارة من الآية إلى تطهير القلب .

وتطهير البيت بِصَوْنه عن الأدناس والأوضار ، وتطهير القلب بحفظه عن ملاحظة الأجناس والأغيار .

وطوافُ الحجاج حول البيت معلومٌ بلسان الشرع ، وطوافُ المعاني معلومٌ لأهل الحق؛ فقلوب العارفين المعاني فيها طائفة ، وقلوب الموحدين الحقائق فيها عاكفة ، فهؤلاء أصحاب التلوين وهؤلاء أرباب التمكين .

وقلوبُ القاصدين بملازمة الخضوع على باب الجود أبدًا واقفة .

وقلوب الموحدِّين على بساط الوصل أبدًا راكعة .

وقلوب الواجدين على بساط القرآن أبدًا ساجدة .

ويقال صواعد نوازع الطالبين بباب الكرم أبدًا واقفة ، وسوامي قصود المريدين بمشهد الجود أبدًا طائفة ، ووفود هِمَمِ العارفين بحضرة العِزِّ أبداً عاكفة . .

قوله جلّ ذكره : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا } .

السؤال إذا لم يكن مشوبًا بحظِّ العبد كان مستجابًا ، ولم يكن سؤال إبراهيم هذا لحظِّ نفسه ، وإنما كان لِحقِّ ربِّه عزَّ وجلَّ .

ولمَّا حفظ شرط الأدب طلب الرزق لمن آمن منهم على الخصوص أجيب فيهم وفي الذين لم يؤمنوا . ولمَّا قال في حديث الإمامة : ( ومن ذُرِّيتي ) من غير إذن مُنِعَ

وقيل له : { لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ } .

﴿ ١٢٦