١٥٤

فاتتهم الحياة في الدنيا ولكن وصلوا إلى الحياة الأبدية في العُقْبَى ، فهم في الحقيقة أحياء ، يجدون من اللّه فنون الكرامات .

ويقال هم أحياء لأن الخَلَفَ عنهم اللّه ومَنْ كان الخلفُ عنه اللّه لا يكون ميتاً ، قال قائلهم في مخلوق :

إن يكن عنَّا مضى بسبيله فما ... مات من يبقى له مثل خالد

ويقال هم أحياء بذكرِ اللّه لهم ، والذي هو مذكور الحق بالجميل بذكره السرمدي ليس بميت .

ويقال إنَّ أشباحهم وإنْ كانت متفرقة ، فإنَّ أرواحهم - بالحق سبحانه - متحققة .

ولئن فَنِيَتْ باللّه أشباحُهم فلقد بَقِيَتْ باللّه أرواحهم لأنَّ من كان فناؤه باللّه كان بقاؤه باللّه .

ويقال هم أحياء بشواهد التعظيم ، عليهم رداء الهيبة وهُمْ في ظلال الأُنْس ، يبسطهم جَمَالُه مرةً ، ويستغرقهم جلاله أخرى .

﴿ ١٥٤