١٥٦

قوله جلّ ذكره : { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ } . . . الآية .

قابلوا الأمر بالصبر لا بل بالشكر لا بل بالفرح والفخر .

ومن طالع الأشياء مِلْكاً للحق رأى نفسه أجنبياً بينه وبين حكمه؛ فمِنشِئُ الخَلْقِ أولى بالخَلْق من الخَلْق .

ويقال من شهد المصائب شهد نفسه للّه وإلى اللّه ، ومن شاهد المُبْلِي عَلِمَ أن ما يكون من اللّه فهو عبد باللّه ، وشتان بين من كان للّه وبين من كان باللّه؛ الذي كان للّه فصابرٌ واقفٌ ، والذي هو باللّه فساقط الاختيار والحكم ، إنْ أثبته ثَبَتَ ، وإنْ محاه انمحى ، وإنْ حرَّكه تحرك ، وإن سَكَّنَه سَكَن ، فهو عن اختياراته فانٍ ، وفي القبضة مُصْرَّفٌ .

﴿ ١٥٦