١٧٧

والإشارة أن الظواهِرَ ليس لها كثيرُ اعتبار إنما الخبر عن اللّه عزيز .

وكثرة الأوراد - وإن جلَّت - فحرفة العجائز ، وإخلاص الطاعات - وإن عزَّ - فصفة العوام ، وَوَصْلُ الليل بالنهار في وظائف كثيرة ومجاهدات غزيرة عظيم الخطر في استحقاق الثواب ، ولكنَّ معرفة الحق عزيزة .

وما ذُكِر في هذه الآية من فنون الإحسان ، ووجوه قضايا الإيمان ، وإيتاء المال ، وتصفية الأعمال ، وصلة الرحم ، والتمسك بفنون الذّمم والعِصَم ، والوفاء بالعهود ، ومراعاة الحدود - عظيم الأثر ، كثير الخطر ، محبوب الحق شرعاً ، ومطلوبه أمراً لكنّ قيام الحق عنك بعد فنائك ، وامتحائك مِنْ شاهِدِك ، واستهلاكك في وجود القِدَم ، وتعطل رسومك عن مساكنات إحساسك - أتمُّ وأعلى في المعنى؛ لأن التوحيد لا يُبقِي رسماً ولا أثراً ، ولا يغادر غَيْراً ولا غَبَراً .

﴿ ١٧٧