١٨٩قوله جلّ ذكره : { يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِىَ مَوَاقِيتُ للنَّاسِ وَالحَجِّ } . الأهلة - جمعُ هلال - مواقيت للناس؛ لأشغالهم ومحاسباتهم . وهي مواقيت لأهل القصة في تفاوت أحوالهم؛ فللزاهدين مواقيت أورادهم ، وأما أقوام مخصوصون فهي لهم مواقيت لحالاتهم ، قال قائلهم : أعد الليالي ليلةً بعد ليلةٍ ... وقد كنت قدماً لا أعد اللياليا وقال آخر : ثمانٍ قد مضَيْنَ بِلا تلاقٍ ... وما في الصبر فضل عن ثمانٍ وقال آخر : شهورٌ يَنْقُضَين وما شعرنا ... بأنصافٍ لهن ولا سِرار قوله جلّ ذكره : { وَلَيْسَ البِرُّ بِأَن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا واتَّقُوا اللّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . يعني ليس البر مراعاة الأمور الظاهرة ، بل البر تصفية السرائر وتنقية الضمائر . |
﴿ ١٨٩ ﴾