٢٦٤

إنما يُحْمَلُ جميلُ المنة من الحق سبحانه ، فأمَّا من الخلْق فليس لأحد على غيره مِنَّةَ؛ فإنَّ تحمل المنن من المخلوقين أعظم محنة ، وشهود المنة من اللّه أعظم نعمة ، قال قائلهم :

ليس إجلالُكَ الكبار بِذُلِّ ... إنما الذُّلُّ أنْ تُجِلَّ الصِّغَارا

ويقال أفقرُ الخلْق مَنْ ظنَّ نفسَه موسِراً فيَبِين له إفلاسه ، كذلك أقل الخلْق قدراً من ظن أنه على شيءٍ فيبدو له من اللّه ما لم يكن يحتسبه .

﴿ ٢٦٤