٢٨٦

قوله جلّ ذكره : { لاَ يُكَلِّفُ اللّه نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } .

لكمال رحمته بهم وقفهم على حد وسعهم ودون ذلك بكثير ، كل ذلك رِفق منه وفضل . { لَهَا مَا كَسَبَتْ } .

من الخيرات .

{ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } .

ما تكسبه من التوبة التي تُنَجِّي من كسب .

قوله جلّ ذكره : { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } .

كان إذا وقعت حاجة كلَّموه بلسان الواسطة . قالوا : { يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ }[ الأعراف : ١٣٤ ] وهذه الأمة قال لهم : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ }[ غافر : ٦٠ ] .

وكانت الأمم ( السالفة ) إذا أذنبوا احتاجوا إلى مضي مدة لقبول التوبة ، وفي هذه الأمة قال صلى اللّه عليه وسلم : ( الندم توبة ) .

وكانت الأمم السالفة منهم من قال اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، وهذه الأمة اختصت بإشراق أنوار توحيدهم ، وخصائصُهم أكثر من أن يأتي عليه الشرح .

قوله جلّ ذكره : { وَاعْفُ عَنَّا } .

في الحال .

{ وَاغْفِرْ لَنَا } .

في المآل .

{ وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ } .

في جميع الأحوال إذ ليس لنا أحد سواك ، فأنت مولانا فاجعل النصرة لنا على ما يشغلنا عنك .

ولمَّا قالوا : { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } خَسَفَ اللّه ذنوبهم بدل خسف المتقدمين ، فأبدل ذنوبهم حسنات بدل مسخهم ، وأمطر عليهم الرحمة بدل ما أمطر على المتقدمين من الحجارة .

والحمد للّه رب العالمين .

﴿ ٢٨٦