٧

جَنَّسَ عليهم الخطاب؛ فمِنْ ظاهرٍ واضح تنزيله ، ومن غامض مشكل تأويله . القِسْم الأول لبسط الشرع واهتداء أهل الظاهر ، والقِسْم الثاني لصيانة الأسرار عن اطلاع الأجانب عليها ، فسبيلُ العلماء الرسوخُ في طلب معناه على ما يوافق الأصول ، فما حصل عليه الوقوف فمُقَابَلٌ بالقبول ، وما امتنع من التأثر فيه بمعلول الفكر سلَّموه إلى عالم الغيب .

وسبيل أهل الإشارة والفهم إلقاء السمع بحضور القلب ، فما سنح لفهومهم من لائح التعريفات بَنَوْا ( عليه ) إشارات الكشف .

إنْ ( طولبوا ) باستدامة الستر وطيِّ السِّر تخارسوا عن النطق ، وإنْ أُمِروا بالإظهار والنشر أطلقوا بيان الحق ، ونطقوا عن تعريفات الغيبة ، فأمَّا الذين اُيِّدوا بأنوار البصائر فمستضيئون بشعاع شموس الفهم ، وأمّا الذين ألبسوا غطاء الريب ، وحرموا لطائف التحقيق ، فتتقسم بهم الأحوال وتَتَرجَّمُ بهم الظنون ، ويطيحون في أودية الرَّيْبِ والتلبيس ، فلا يزدادون إلا جهلاً على جهل ، ونفوراً على شك .

قوله جلّ ذكره : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّه } .

ومَنْ وجد علمه من اللّه فيكون إيمانهم بلا احتمال جولان خواطر التجويز بل عن صريحات الظهور ، وصافيات اليقين . وأمّا أصحاب العقول الصاحية ففي صحبة التذكر ، لظهور البراهين و ( . . . . ) أحكام التحصيل .

﴿ ٧