١٣٥

أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام ( قل للظلمة حتى لا يذكروني فإني أوجبت أن أذكر من ذكرني وذكري للظلمة باللعنة ) . وقال لظَلَمَةِ هذه الأمة .

{ أَوْ ظَلَمُوا أنفُسَهُمْ ذِكَرُوا اللّه } ثم قال في آخر الآية : { وََمن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّه } .

ويقال فاحشةُ كلِّ أحد على حسب حاله ومقامه ، وكذلك ظلمهم وإن خطور المخالفات ببال الأكابر كفِعْلها من الأغيار ، قال قائلهم :

أنت عيني وليس من حق عيني ... غضُّ أجفانها على الأقذاء

فليس الجُرْم على البساط كالذَّنب على الباب .

ويقال فعلوا فاحشة بركونهم إلى أفعالهم ، أو ظلموا أنفسهم بملاحظة أحوالهم ، فاستغفروا لذنوبهم بالتبري عن حركاتهم وسكناتهم علماً منهم بأنه لا وسيلة إليه إلا به ، فخلصهم من ظلمات نفوسهم . وإن رؤية الأحوال والأفعال لَظُلُمَاتٌ عند ظهور الحقائق ، ومَنْ طَهَّره اللّه بنور العناية صانه عن التورط في المغاليط البشرية .

﴿ ١٣٥