٥

السَّفيه من يمنعك عن الحقِّ ، و يشغلك عن الربِّ .

والسَّفيه من العيال والأولاد من تؤثر حظوظَهم على حقوق اللّه تعالى .

قوله : { الَّتِى جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِيَامًا } : حفظ التجمل في الحال أجدى عليكم من التعرض للتبذل والسؤال ، والكدية والاحتيال . وإنما يكون البذل خيراً من الإمساك على تَحرُّرِ القلب والثقةِ بالصبر . فأمّا على نية الكدية وأن تجعل نفسك وعيالك كَلاًّ على الناس فَحِفْظُك ما جعله اللّه كفايةً لنفسك أَوْلَى ، ثم الجود بفاضل كفايتك .

قوله : { وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } : إذا كان ذات يدك يتسع لكفاية يومهم ويَفْضُل فلا تدَّخره عمّا تدعو إليه حاجتهم معلومك خشيةَ فقرٍ في الغد ، فإِنْ ضاقت يدُك عن الإنفاق فلا يَتَّسِعَنَّ لسانك بالقبيح من المقال .

ويقال إذا دَعَتْكَ نَفْسُك إلى الإنفاق في الباطل فأنت أسفه السفهاء فلا تُطِعْ نَفْسَكَ .

﴿ ٥