١٨

يعني إذا كُشِف الغطاءُ وصارت المعارف ضرورية أُغْلِقَ بابُ التوبة؛ فإن مِنْ شرط التكليف أن يكون الإيمان غيبياً . ثم إن في هذه الطريقة إذا عُرِفَ بالخيانة لا يشم بعده حقيقة الصدق . قال داود - عليه السلام - في آخر بكائه لما قال اللّه تعالى لِمَ تبكي يا داود ، وقد غفرت لك وأرضيت خصمك وقبلت توبتك؟

فقال : إلهي ، الوقت الذي كان بي رُدَّه إليَّ .

فقال : هيهات يا داود ، ذاك وُدٌّ قد مضى!!

وفي معناه أنشدوا :

فَخَلِّ سبيلَ العين بعدك للبكا ... فليس لأيام الصفاءِ رجوعُ

﴿ ١٨