١٩التلبيسُ على المستضعفين ، والتدليسُ على أهل السلامة والوداعة من المسلمين - غيرُ محموديْنَ عند اللّه . فمن تعاطَ ذلك انتقم اللّه منه ، ولم يبارِك له فيما يختزل من أموال الناس بالباطل والاحتيال . ومن استصغر خصمه في اللّه فأهون ما يعاقبه اللّه به أنْ يَحْرِمَه الوصولَ إلى ما يأمل من محبوبه . وقوله : { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ } : أي بتعاليم الدين والتأدب بأخلاق المسلمين وحُسْنِ الصحبة على كراهة النفس ، وأن تحتمل أذاهن ولا تحملهن كلف خدمتك ، وتتعامى عن مواضع خجلتهن . قوله : { فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا . . . } كل ما كان على نفسك أشقَّ كانت عاقبته أهْنَأَ وأَمْرَأَ . واعلم أن الحقَّ سبحانه لم يُطْلِعْ أحداً على غَيْبِه ، فأكثر ما يعافه الإنسان قد تكون الخيرة فيه أتم . وقد حكم اللّه - سبحانه - بأن مخالفة النفس توصل صاحبها إلى أعلى المنازل ، وبعكس ذلك موافقتها ، كما أَن مخالفة القلوب توجب عمى البصيرة ، وبعكس ذلك موافقتها . |
﴿ ١٩ ﴾