٢٥

الرخص جعلت للمستضعفين ، فأما الأقوياء فأمرهم الجِدّ ، والأخذ بالاحتياط والتضييق؛ إذ لا شغل لهم سوى القيام بحق الحق ، فإن كان أمر الظاهر يشغلهم عن مراعاة القلوب فالأخذ في الأمور الظاهرة بالسهولة والأخف أوْلى من الاستقصاء فيما يمنع من مراعاة السر ، لأنه ترك بعض الأمور لما هو الأهم والأجَلُّ ، فمن نزلت درجته عن الأخذ بالأوثق والأحوط فمباح له الانحدار إلى وصف الترخص .

ثم قال في آخر الآية : { وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ } : يعني على مقاساة ما فيه الشدة ، وفي هذا نوع استمالة للعبيد حيث لم يقل اصبروا بل قال : { وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ } .

﴿ ٢٥