٤٦

قوله : { مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا } . . . الآية : تركوا حشمة الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ورفضوا حرمته ، فعوقبوا بالشك في أمره ، ولذلك لم يترك أحد حشمته ( محتشم ) إلا حيل بينه وبين نيل بركات صحبته وزوائد خدمته . ولو أنهم عاجلوا في نفي ما دَاخَلَهم من الحسد وقابلوا حاله بالتبجيل والإعظام لوجدوا بركات متابعته ، فأُسْعِدوا به في الدارين ، وكيف لم يكونوا كذلك وقد أقصتهم السوابق فأقعدتهم القسمة عن بساط الخدمة؟ وإنَّ مَنْ قعدت به الأقدار لم ينهض به الاحتيال .

﴿ ٤٦