١٤٠

قوله : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الكِتَابِ } الآية : لا تجاوروا أرباب الوحشة فإن ظلماتِ أنفسِهم تتعدى إلى قلوبكم عند استنشاقكم ما يَرُدُّون من أنفاسهم ، فمن كان بوصفٍ ما متحققاً شاركه حاضروه فيه؛ فجليسُ مَنْ هو في أُنْسٍ مستأنِسِ ، وجليسُ من هو في ظلمةٍ مستوحِش .

ويقال هجرانُ أعداء الحقِّ فرضٌ ، ومخالفة الأضداد ومفارقتهم دين ، والركون إلى أصحاب الغفلة قَرْعُ بابِ الفرقة .

قوله : { إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ } : أوضحُ برهانٍ على سريرة ( . . . . . ) صحبة من يقارنه وعِشْرة مَنْ يخادنه؛ فالشكل مقيد بشكله ، والفرعُ منتشِرٌ عن أصله .

﴿ ١٤٠