٢

قوله جلّ ذكره : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللّه } .

الشعائر معالم الدِّين ، وتعظيم ذلك وإجلاله خلاصة الدين ، ولا يكون ذلك إلا بالاستسلام عند هجوم التقدير ، والتزام الأمر بجميل الاعتناق ، وإخلال الشعائر ( يكون ) بالإخلال بالأوامر .

قوله جلّ ذكره : { وَلاَ الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلاَ الهَدْىَ وَلاَ القَلاَئِدَ } .

تعظيم المكان الذي عظَّمه اللّه ، وإكرامُ الزمان الذي أكرمه اللّه . وتشريف الإعلام على ما أمر به اللّه - هو المطلوب من العبيد أمراً ، والمحبوب منه حالاً .

قوله جلّ ذكره : { وَلاَ آمِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا } .

وبالحريِّ لمن يقصد البيت ألا يخالف ربَّ البيت .

والابتغاء للفضل والرضوان بتوقِّي موجبات السخط ، ومجانبة العصيان .

قوله جلّ ذكره : { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا } .

وإذا خرجتم عن أمر حقوقنا فارجعوا إلى استجلاب حظوظكم ، فأمّا ما دمتم تحت قهر بطشنا فلا نصيب لكم منكم ، وإنكم لنا .

قوله { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ . . . } أي لا يحملكم بغضُ قوم لأنهم صدوكم عن المسجد الحرام على ألا تجاوزوا حدَّ الإذن في الانتقام ، أي كوّنوا قائمين بنا ، متجردين عن كل نصيب وحَظٍّ لكم .

قوله جلّ ذكره : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى } .

البِرُّ فِعْلُ ما أُمِرْتَ به ، والتقوى تَرْكُ ما زُجِرتَ عنه .

ويقال البِرُّ إيثار حقه - سبحانه ، والتقوى تركُ حظِّك .

ويقال البِرُّ موافقة الشرع ، والتقوى مخالفةُ النَّفْس .

ويقال المعاونة على البِرِّ بحُسْنِ النصيحة وجميل الإشارة للمؤمنين ، والمعاونة على التقوى بالقبض على أيدي الخطائين بما يقتضيه الحال من جميل الوعظ وبليغ الزجر ، وتمام المنع على ما يقتضيه شرط العلم .

والمعاونة على الإثم والعدوان بأن تعمل شيئاً مما يقتدى بك لا يرضاه الدِّين ، فيكون قولُك الذي تفعله ويقتدى بك ( فيه ) سُنَّةً تظهرها و ( عليك ) نبُوُّ وِزْرِها . وكذلك المعاونة على البر والتقوى أي الاتصاف بجميل الخِصال على الوجه الذي يُقْتدَى بكل فيه .

قوله جلّ ذكره : { وَاتَّقُوا اللّه إِنَّ اللّه شَدِيدُ العِقَابِ } .

العقوبة ما تعقب الجُرْم بما يسوء صاحبه . وأشد العقوبة حجاب المُعَاقَبِ عن شهود المُعَاقِب؛ فإنَّ تَجرُّعَ كاساتِ البلاء بشهود المُبْلِي أحلى من العسل والشهد .

﴿ ٢