٢

كتاب الأحباب تحفة الوقت ، وشفاءٌ لمقاساة ألم البعد ، وهو لداء الضنى مُزِيل ، ولشفاء الشكِّ مُقيل ، وقال تعالى : { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } ولم يقل : في قلبك؛ فإن قلبه - عليه السلام - في محل الشهود ، ولذلك قال { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }[ الحجر : ٩٧ ] وكذلك قال موسى عليه السلام : { رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى } . وقال للمصطفى صلوات اللّه عليه : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }[ الشرح : ١ ] . فإن القلب في محل الشهود ، وهو أبداً بدوام أُنْس القرب ، قال صلى اللّه عليه وسلم : ( تنام عيني ولا ينام قلبي ) وقال : ( أسألك لذة النظر ) وصاحب اللذة لا يكون له حرج .

﴿ ٢