سورة التوبة

١

الفراقُ شديدٌ ، وأشدُّه ألا يَعْقُبَه وصال ، وفراقُ المشركين كذلك لأنه قال : { إنَّ اللّه لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }[ النساء : ٤٨ ] .

ويقال مَنْ مُنِيَ بفراق أحبائه فبئست صحبته . وقد كان بين الرسول عليه السلام وبين أولئك المشركين عهد ، ولا شكَّ أنهم كانوا قد وطَّنوا نفوسَهم عليه ، فنزل الخبرُ من الغيب بغتةً ، وأتاهم الإعلامُ بالفرقةِ فجأةً ، فقال :{بَرَاءَةٌ مِّنَ اللّه وَرَسُولِهِ }[ التوبة : ١ ] ، أي هذه براءة من اللّه ورسوله ، كما قيل :

فَبِتَّ بخيرٍ - والدُّنَى مطمئنةٌ ... وأصبحتَ يوماً والزمانُ تَقَلَّبَا

وما أشدَّ الفُرقةَ - لا سيَّما إذا كانت بغتةً على غير تَرَقُّبٍ - قال تعالى : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِىَ الأَمْرُ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ }[ مريم : ٣٩ ] وأنشدوا :

وكان سراجُ الوصلِ أزهر بيننا ... فهبَّتْ به ريحٌ من البَيْن فانطفا

﴿ ١