٣

قوله جلّ ذكره : { وَأَذَانٌ مِّنَ اللّه وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ } .

أي لِيَكُنْ إعلامٌ من اللّه ورسوله للناس بنقض عهدهم ، وإِعلانٌ عنهم بأنهم ما انقطعوا عن مألوفهم من الإهمال ومعهودهم ، وقد برح الخفاء من اليوم بأنهم ليس لهم ولاءٌ ، ولم يكن منهم بما عقدوا وفاءٌ ، فَلْيَعْلَمْ الكافةُ أنهم أعداءٌ ، وأنشدوا :

أشاعوا لنا في الحيِّ أشنعَ قصةٍ ... وكانوا لنا سِلْماً فصاروا لنا حربا

قوله جلّ ذكره : { أَنَّ اللّه بَرِئٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ } .

مَنْ رأى من الأغيار - شظيةً من الآثار ، ولم يَرَ حصولَهَا بتصريفِ الأقدار فقد أشرك - في التحقيق - واستوجب هذه البراءة .

ومَنْ لاَحَظَ الخلْق تَصَنُّعاً ، أو طالَعَ نَفْسَه إعجاباً فقد جعل ما للّه لغير اللّه ، وظنَّ ما للّه لغير اللّه ، فهو على خطرٍ من الشِّرْكِ باللّه .

قوله جلّ ذكره : { فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللّه وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أليمٍ } .

إنْ عادوا إلى البابِ لم يقطعْ رجاءهم ، ومدَّ إلى حدِّ وضوحِ العُذْرِ إرجاءَهم . وبيَّن أنهم إِنْ أَصَرُّوا على عُتُوِّهم فإلى ما لا يُطِيقون من العذاب مِنْقَلبهُم ، وفي النار مثواهم .

﴿ ٣