٥أنوار العقول نجومٌ وهي للشياطين رجوم ، وللعلوم أقمار وهي أنوار واستبصار ، وللمعارف شموس ولها على أسرار العارفين طلوع ، كما قيل : إنَّ شمسَ النهار تغْرُبُ بالليل ... وشمسُ القلوب ليست تَغِيبُ وكما أَنّ في السماء كوكبين شمساً وقمراً؛ الشمسُ أبداً بضيائها ، والقمرُ في الزيادة والنقصان؛ يُسْتَرُ بمحاقه ثم يكمل حتى يصير بدراً بنعت إشراقه ، ثم يأخذ في النقص إلا أَنْ لا يبقى شيءٌ منه لتمام امتحاقه ، ثم يعود جديداً ، وكل ليلة يجد مزيداً ، فإذا صار بدراً تماماً ، لم يَجِدْ أكثر من ليلةٍ لكَمَالِه مقاماً ، ثم يأخذ في النقصان إلى أن يَخْفَى شَخْصُه ويتِمَّ نَقْصُه . كذلك مِنَ النَّاسِ مَنْ هو مُتَرَدِّدٌ بين قَبْضِه ويَسْطِه ، وصَحْوِه ومَحْوِه ، وذهابه وإيابه؛ لا فَنَاءَ فيستريح ، ولا بقاءَ له دوامٌ صحيحٌ ، وقيل : كلَّما قُلْتُ قد دنا حَلُّ قيدي ... كَبَّلوني فأوثقوا المِسْمَارا |
﴿ ٥ ﴾